كول سن إدارة
عدد المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 03/09/2010
| موضوع: الأدب الكردي في سطور 2010-09-14, 08:47 | |
| ولاً : الأدب الكردي في القرن التاسع عشر :
بدءاً من هذا القرن تعاقب كثير من الشعراء الكرد، ساد بينهم اتّجاهان : الأول ديني، والثاني صوفيّ.وهما في الحقيقة ينطلقان من مصدر واحد هو الإسلام .
لقد سيطر الاتّجاه الصوفي على كتابات كثير من الشيوخ والملالي الذين كانوا يجهدون في بثّ الصوفية في نفوس طلاّبهم من خلال أشعار سطرت في دواوينهم بقدر من التكرار والتقليد. من بينهم مولانا خالد النقشبندي (1777 ـ 1821م )، الذي أدخل الطريقة النقشبنديّة إلى كردستان.والشيخ معروف نودهي (1755ـ 1838م)، الذي بلغت مؤلفاته الدينية عشرين مجلّداً. والملاّ خليل من سعرت في كردستان تركيا، والمستشار ميركور من راوندوز (1826 ـ 1889 م )، ونور الدين بِفِركي المتوفى عام 1846م،وإفدرهام أختبي ( (evderham akh tepi المتوفى عام 1884م، الذي قلّد أحمد خاني وكتب في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم وأطرى كردستان.
ومن شيوخ السليمانية في هذا العصر الشيخ سالم (1845 ـ 1909م)،الذي يتّصف شعره بالأسى والرثاء لشقاء الحياة في هذا العالم.وهناك محوي النقشبندي (1830 ـ 1904م)،نصير الأفكار والنظريات الصوفية،التي يحاكي بها ملاّ صالح (1851 ـ 1904م) .
أمّا الشعراء الكرد في كردستان إيران فكان إنتاجهم غزيراً جدّاً. فالشاعر سَيِفاكو ((seyivako (1808 ـ 1881م) بلغت قصائده عشرين ألف قصيدة. والشاعر فتّاح جبارو (1806 ـ 1876م ) كتب بالعربية والكردية والفارسية والتركية . وهناك الملاّ رحيم تواجوزي صاحب الإبداع والابتكار،ويُدعى المولوي(1806 ـ 1852م)، الذي أدخل أو ابتكر المقاطع الشعرية الملتزمة بالقافية.
وبين طائفة أهل الحق أو العلي إلهية ظهر شعراء، أمثال تمور كهولي temur qhuli)) المتوفّى عام 1852م،وخليفة طيفور،ودرويش نوروز المتوفى نحو عام 1875م،والملا ويلاو خان ((welaw khan (1776ـ 1885 م ) صاحب ملحمة ليلى ومجنون الكردية، وأحمد بك كومازي (1795 ـ 1876م )،الذي اشتهر بمرثيته المؤثرة لموت زوجه .
وخلال هذه الفترة ظهر أيضاً وازدهر الشعر الغنائي الوطني بحسنه وروعته. ومن شعراء هذا النوع من الشعر شاه برتو (pirtu ) من هكاري،ومحمد آغا جاف،ومصطفى صاحب كيران (1809ـ 1849م )،وكذلك سليم عبدالرحمن(1800 ـ 1866م )،ومفتي زهاوي (1792ـ 1890م )،الذي كان أستاذاً في فنون كثيرة.وكذلك وفائي مرزا رحيم (1836ـ 1892م )، والنابغة الأديب عبدالله بك مشباح(1859ـ 1912م)المشهور مع وفائي بالشعر الغنائي والصوفي والوطني. وهناك أيضاً ملا خيزر (خَضِر ) ميكائيلي من شهرزور( 1797 ـ 1855م)، المشهور ب"نالي" أي الأنين، لأنه شهد انهيار الإمارة البابانية التي كانت تربطه روابط صداقة بآخر أمرائها، فحزن لهذا الانهيار، وظلّ هذا الزن يرافقه طوال حياته، بعد أن كان مغرماً بحب حبيبته "حبيبة"،وينظم فيها أجمل أشعاره، من ذلك قوله:
خصلات الشعر مبعثرة حول قدّكِ
وقد خدعتني اليوم وحالت دون معرفتك
لماذا لا أبكي، عندما تؤذين مئة مرة قلبي..
كيف لا تنسكب الخمرة، والقدح مكسور من مئة مكان؟
وأخيراً يمكن الإشارة الملحد ( اللاأدري ) حاجي قادر كويي (1)، نسبةً إلى كويسنجق التابعة لأربيل (1815 ـ 1892 م )، الذي حكمت عليه السلطات العثمانية بالإعدام وأمرت بحرق كتبه وأشعاره(2) .
ثانياً : الأدب الكردي في القرن العشرين :
لم يُصَبْ شعبٌ كالشعب الكرديّ في القرن العشرين، نتيجة اتفاقيات سايكس بيكو وويلات الحربين العالميتين الأولى والثانية،فبلاده قسّمت على خمسة كيانات مستحدثة، وهذه الكيانات كلّها تتبع معه ـ بدرجات متفاوتة ـ سياسة الإلغاء والتذويب والقهر وتجاهل الحقوق القومية والخصوصية اللغوية والثقافية. وقد حاول الكرد وسط هذه المحنة التي لم تمرّ عليهم مثلها أن يدافعوا عن حقوقهم ويثبتوا وجودهم بما أوتوا من قوة ووعي ـ وإن كانا دون مستوى التحديات .ومما عمّق المأساة هو استغلال هذه الكيانات لمعاناتهم لحلّ تناقضاتها فيما بينها،وكذلك الدول الكبرى .
وسط هذه الظروف البالغة التعقيد عمل الأدباء الكرد وحاولوا النهوض. وكان أدبهم صدى لهذه الظروف وانعكاساً لها،لاسيّما الصحافة التي أخذت تنمو وتتطور وتأخذ اتّجاهات عدّة،تبعاً لكل كيان يحكم قسماً من الشعب الكردي،وتبعاً للايديولوجيات والتيارات التي هبت على المنطقة بعامّة وعلى الكرد وكردستان بخاصّة،من شيوعية وقومية وليبرالية،فضلاً عن التيارات المحافظة الموجودة أصلاً فيها.
وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى الصحف الآتية :
مجلّة "زن ـ Jin " أي المرأة،الأسبوعية وأثبتت وجودها منذ 1924.
ومجلة كَلاويز(نجمة سهيل) في بغداد بين عامي (1939-1949),و(هتاوْ) في أربيل عام 1954.وفي يريفان-عاصمة أرمينيه السوفياتية صدرت صحيفة "رِياتازه-الطريق الجديدة)منذ عام 1929,وصحيفة "كردستان"في إيران للفترة (1959-1963),وفي دمشق أصدر أبناء بدرخان صحيفة "هاوار-الصرخة"للفترة (1932-1935)و(1941-1943)إذ صدر 57عدداً. وصحيفة" روناهي" (1942 ـ 1945م)ـ 28عدداً.
وفي بيروت صدرت صحيفة "روزا نو ـ rujanu " أي اليوم الجديد،للفترة (1943 ـ 1945م ) ـ73 عدداً.وخلال عام 1958 نشر الحزب الديمقراطي الكردي صحيفة "خه بات ـ الكفاح"،إلخ من الصحف.علما أن كتاباً صدر في بغداد بعنوان "تاريخ الصحافة الكردية "،يبحث بالتفصيل هذا الجانب .
أما النثر الكردي فقد شهد هو الآخر تطوّراً لا بأس به،فقد شهدت حركة الترجمة من اللغات الأخرى إلى الكردية نشاطاً ملحوظاً، إذ ترجمت بعض أعمال بوشكين وتولستوي ومكسيم جوركي وغيرهم من الكتّاب الروس،كما ترجمت بعض أعمال فيكتور هوجو وألفونس دوديه ولامونيه وشكسبير وفولتير وجرجي زيدان.
نشطت أيضاً ترجمة أعمال أدبية كردية إلى الفرنسية والروسية والأرمنية والألمانية والإنكليزية،فضلاً عن العربية.
أما باللغة الكردية فقد كتبت أعمال أدبية تستحق الإشادة،ففي أرمينيا نشر "عرب شمو ـereb shamo " عام 1935 سيرته الذاتية بعنوان " الراعي الكردي "، وأنتج في عام 1958 رواية سمّاها "الفجر ـberang"،كما أنتج في عام 1959 رواية "الحياة السعيدة". ول"جكر خوين ـcegerxwin " قصة طويلة تحكي مغامرات اثنين من اليافعين "جيم وجلبري ـ jim&gulperi"،وقد نشرها عام 1946م.وهناك قصة "نظم اللؤلؤ" المتميزة للكاتب الغزير الإنتاج علاء سجادي،الذي أتحف القراء عامي (1957ـ 1958م) بثلاثة مجلدات حوت قصصاً وروايات أدبية رائعة،وهي قصص امتزجت بنزعة فلسفية ،فكرية،أدبية، تاريخية.(3) .
وكان للشعر الكردي الصوفي والوطني والاجتماعي حضوره،و نصيبه من النهوض والتطوّر،لاسيّما شعر صاحب الحب الإلهي "كاكه حمه ناري ـ kake heme nari"أو الأخ محمد ناري(1874ـ 1944م). و "بير مرد ـ pirmerd"أو الرجل الوقور،وحاجي توفيق(1867ـ 1950م )،الذي استطاع أن يصل إلى قلوب الناشئة الكرد وعقولهم،وعبدالله محمد المشهور ب"زيوه رـziwer "(1875ـ 1948م)،الذي اهتمّ بالشباب وفاضت أشعاره بالرقة والعذوبة،ومحمد شيخ عبدالقادر أو "كاني ـ النبع" المولود عام 1900م،صاحب المقطوعات القصيرة الجذابة،التي "أقلّ ما يمكن وصفه ،بنفحات عطرية يهيم بها القلب والروح.." منها : زهرة حدائق مريوان 1951،وسهول جرميان 1955م.ومن هؤلاء الشعراء فائق عبدالله (1905 ـ 1948م ) المشهور بلقب" بي كه س ـ أي المنبوذ"،صاحب العاهة البدنية والخلقية، الذي لم يتوقّف أبداً عن حثّ الشباب ودفعهم للكفاح من أجل العدالة والفضيلة ومن أجل بلادهم.ولنسمع إليه في قصيدة له بعنوان " دمعة على رجمة " [ترجمة صلاح الدين المدرس]:
ازرع أيها المتجول في المقبرة آهة على تراب ضريحي واسكب على رجمتي المرمرية دمعة طرية من أحداقك وقد كنت في عالمك النيّر روحًا في الجسد الجميل أجول كفراشة بين الأزهار كان حضن الأم مهد دلالي وكنت روح الأب وأصبح سواد عيني أغنية على الأفواه صادفت فتى عديم الشهامة في طريقي وبالإيمان وبالوعود تلفف كالثعبان الأسود في سريري وأفرغ سمه وأهدر كرامتي وعاد متواريًا في جحره ولم يأبه بوجهي ووجه أبي وأمي الصفر بل بصق بها هو وأبوه وكان يملك القوة والنفوذ وكان قويًا متنفذًا بعيدًا عن العقاب ولكن وا آسفا فقد جاء أجلي ذبحًا بيد أبي وتضرج بالدم شعري وانسدل على عيني فلم أعد أرى أثر ذلك في وجه أبي ولم أدرِِِ هل جرؤت أمي الحنون على أن تقيم دون خجل مناحة
وثمّة شعراء كرد اتّصفوا بصفة قلّما يتّصف بها معظم الأدباء، وهي صفة المراجعة الكثيرة والدائمة لأعمالهم الأدبية،لا سيّم الشعرية منها، من هؤلاء جاسم جليل المولود عام 1908م، صاحب ديوان " ألاجوز ـalagoz"،وكتاب " أيامي"، فقد أجرى التنقيح والتهذيب المسهب على إنتاجه أكثر من عشرين مرة. لنقرأ له هذه الأبيات،بالرغم من أن الترجمة تفقد النصّ روحه وروعته:
أنا وردة برية،لم ينفتح برعمها بعد
الشمس والندى غمراني بوابل من الفتنة والجمال
إذا أنت لم تلمسني
فلن تتفتّح زهرتي ولن تنثر عطرها
إذا أنت لم تلمسني
سوف لا أذرف من شذاي رحيقاً
أنا زهرة برية ،زهرة من الجبال الشاهقة
بعيدة عنك كثيراً
أزهار الحب المتآلفة الوارفة
تليّن الثرى من حول جذوري بنفحات الحب
إذا أنت لم تلمسني
فلن تتفتّح زهرتي ولن تنثر أريجها
إذا أنت لم تلمسني
سوف لا أذرف من شذاي رحيقاً
أوه ! أيها البستاني المسهّد، الهائم بين الأزهار
تعال وانتزعني واحملني إلى الجبل
إذا أنت كنت شجاعاً واستطعت أن تحملني بعيداً
هناك سوف أملأ قلبك بالسعادة والمرح
تماماً كعروس زفّت من ساعتها لعروس.
وللأمير كاميران بدرخان مجموعات شعريةجميل،منها:" قلب أولادي "،عام 1932،و" ثلوج النور " عام 1935، التي ترجمت إلى الألمانية والفرنسية، و"رباعيات الخيام "عام 1938، وهي أشبه بملحمة هوميروس.
ينقسم الأدب الكردي، شأن كل الآداب، إلى قسمين: الأدب الشعبي المحكي أو الفلوكلور. الذي غاب قائله وأصبح جزءاً من تراث الشعوب وذاكرتها. والأدب المدون، الذي ينتسب إلى قائله أو كاتبه. وفيما يأتي حديث موجز عن كل قسم.
1ـ الأدب الشعبي:
الأدب الشعبي أو الشفاهي عند الكرد أدب غزير، ومما يؤسف عليه أن المستشرقين كانوا أكثر اهتماماً من المسلمين بجمع الكثير من الأدب الشعبي الكردي ونشره.
ويتمثل غنى هذا الأدب فيما يأتي:
أولاً: في الأمثال والأقوال الشعبية المأثورة والألغاز والأحاجي. يحب الكردي أن يزين حديثه بجمل مسجوعة وموزونة، أو ببعض المأثور من الحكمة تظهر وعيه وقوة ملاحظته. وتزودنا الأمثال أيضاً بملخص مركز لحكمة عملية. ولقد نشر الآلاف من هذه الأمثال. وللدكتور بدرخان السندي كتاب بعنوان: الحكمة الكردية، من مطبوعات بغداد، في أواسط تسعينيات القرن العشرين.
ثانياً: في الأغاني وأشكالها وأنواعها: فهناك أغاني الرقص (ديلوك)، وغانيتنتنتنتنتأغاني الحب (لاوِك)، وأغاني الحرب أو الغناء الحماسي (شر)، وهناك النشيد أو الترتيل الديني (لافيز، لافيزوك، لازه)، وأخيراً هناك النشيد الجماعي (بيريتي أو بيليتي).
والمغنون الكرد فئات: فهناك (دنكبيز) أو (استرانفان) وهو المغني الشهير. يأتي بعده (جيروكبيز) وهو المغني البسيط، الذي يغني حيناً ويروي حيناً آخر، وأكثر ما يكون ذلك في رواية القصص القصيرة. وهناك (مرطب أو مطرب) وهو الغجري المغني والرقاص. ويوجد أيضاً (سازبند) وهو الفنان الموسيقار الذي يسير مع دنكبيز. وأخيراً يأتي (بلورفان) وهو النافخ في الناي.
تنقسم الأساطير الكردية بدورها أقساماً، فهناك القصة (جيروك)، وهناك الأقصوصة (جير جيروك)، والقسمان نثريان موزونان، يرويهما شخص يدعى (جيروكبيز) أو الراوية، وينشدها (دنكبيز أو استرانفان) أو المغني.
وللقصص والحكايات والنوادر علاقة وثيقة بالخيال والعجائب والفكاهة، بحيث تجعل المرء ينسى هموم الحياة ومتاعبها. ولا تتردد الحكايات أو القصص والأقاصيص (التقريعية بخاصة) عن انتقاد أخطاء الأفراد، مهما كانت منزلتهم ـ والقبائل المتنافسة. كما يغرم القصاصون الكرد (بقصص الحيوان التي دائماً ما تحتوي على فضيلة أخلاقية)(1)، على غرار (كليلة ودمنة).
ونظراً لتفشي الأمية بين الكرد، فقد توارثت الأجيال آدابها من الرواة والقصائد والأغاني ـ أغاني الحروب وأقاصيص الحب والملاحم، كملحمة نضال الكرد في قلعة (دُمْ دُمْ) التي تصف مقاومتهم البطولية لجيوش الشاه عباس ملك فارس في القرن التاسع عشر. وملحمة (مم وزين) التي تصف العلاقة الغرامية البريئة بين (مَم) و(زين)(2)، هذه الملحمة التي ترجمها إلى العربية بأسلوب نثري مشرق الدكتور (محمد سعيد رمضان البوطي) تحت عنوان (ممو وزين ـ قصة حب نبتت في الأرض وأينعت في السماء).
2ـ الأدب الكردي المدون:
يذكر مؤرخو الأدب الكردي أن هذا الأدب قد ازدهر باللهجة الكَورانية في (سَنَه أو سَنَنْداج) عاصمة أردلان الكردية في كردستان إيران، في القرن الثامن عشر الميلادي. كما ازدهر باللهجة البابانية في السليمانية وكوي سنجق خلال إمارة البابان. وازدهر أيضاً بالكرمانجية في بايزيد وهكاري وبوتان في كردستان تركيا ابتداء من القرن الحادي عشر للميلاد.
فمن أدباء (سنه ـ سننداج) زين العابدين البلانجاني والشيخ أحمد التختي، ولكليهما شعر رقيق كتب (1750م ـ 1770م). ومن أشهر أدباء البابان (نالي) في السليمانية، و(حاجي قادر الكويي) في كوي سنجق التابعة لمحافظة أربيل. وأكثر ما اعتنى به شعراء السليمانية الغزل والتلاعب في الكلام كما في الفارسية. وأقدم شعراء الجنوب علي الحريري، الذي ولد في بلدة حرير التابعة لأربيل سنة 1009م، وله ديوان شهير وأشعار جميلة وكثيرة جداً، وقبره في بلدته مشهور مزور.
أما أدباء الشمال (كردستان تركيا) فكثيرون منهم:
1ـ ملاي جزيري: وهو الشيخ أحمد الجزيري، من أهالي بوطان ـ جزيرة ابن عمر، له ديوان شعر محبوب بين الأهالي، وتوفي سنة 1160م بجزيرة بوطان ودفن بها، وقبره مشهور مزور. وله شعر في الغزل والإلهيات والتصوف.
2ـ فقيه أو (فقي) طيران، اسمه محمود، من أهالي بلدة مكس، ولد سنة 1302. له منظومتان كبيرتان باسم (الشيخ سناني) و(حكايات برسيسا). وله منظومة شهيرة باسم (كلمات الحصان الأسود) حصان النبي صلى الله عليه وسلم أو البراق. وله كتاب منظوم أيضاً باسم (م،هـ) في التصوف ووحدة الوجود. توفي سنة 1376م ببلدة مكس ودفن بها.
3ـ ملاي باطي: هو الملا أحمد الشهير بالباطي نسبة إلى قرية باطة التابعة لمحافظة هكاري أو (حكاري). مولده سنة 1417م ووفاته سنة 1492م. له منظومة في قصة مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وديوان متداول بين الناس.
4ـ أحمد خاني: هو الشيخ العلامة الشاعر العاشق المفلق، من عشيرة خانيان، وصاحب ديوان (ممو زين) الشهير. وهو شعر قصصي لا مثيل له إلا إلياذة هوميروس. ألف هذا الديوان في مدينة بايزيد سنة 1591م. وله كتاب باللغتين العربية والكردية بعنوان (نوبهار) (الربيع الجديد)، وله تآليف أخرى في العربية والتركية أيضاً. وكان له ولع شديد بالفنون الجميلة غير قرض الشعر والإنشاد. وقد ابتنى في بلدته جامعاً زخرفه بأنفس القصائد والمقالات الدينية والشعرية والفلسفية باللغة الكردية. وأنشأ مدرسة جعل لغة التدريس فيها الكردية. توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1652م، ودفن بجوار الجامع الذي بناه في مدينته بايزيد.
5ـ إسماعيل: من أهالي بايزيد أيضاً، ولد سنة 1654م، وتوفي سنة 1709م وقبره في مدينته مشهور. وهو من الشعراء الغزليين والقصصيين. وله قاموس صغير في اللغات الكردية والعربية والفارسية يسمى (كلعذار). وله قصائد رنانة وأشعار لطيفة كثيرة.
6ـ شريف خان: من أمراء هكاري، ولد سنة 1689م في بلدة جولمرك مركز هكاري. له آثار نثرية وشعرية كثيرة، وديوان في غاية الجودة. وكان له باع طويل في قرض الشعر بالفارسية أيضاً. توفي سنة 1748 في بلدته جولمرك.
7ـ مراد خان: من أهالي بايزيد، ولد سنة 1737م وتوفي سنة 1784م. له مؤلفات كثيرة وأشعار لطيفة في التصوف والشعر الغزلي.
8ـ علي الترموكي: من العلماء الأفاضل والمدرسين العظام، ولد سنة 1000 هـ في قريته الكائنة بين هكاري ومكس. وكانت له يد طولى في العلوم والفنون، لا سيما الفنون الجميلة، وشعره كان فلسفيا. كان علي الترموكي مولعاً بالتدريس، وهو مؤلف النحو والصرف الكرديين. وله رحلات قيمة كثيرة إلى البلدان المجاورة، ذكر فيها أشياء مفيدة وملاحظات سديدة، ودفن في قريته التي ولد فيها.
9ـ ملا يونس الهلكاتيني: وهو صاحب الرسائل الكردية الثلاث الشهيرة في تعليم اللغة العربية: (تصريف)، (ظروف)، (تركيب). وقبره بقرية هلكاتين التي ولد فيها(3).
وفي العصر الحالي برز من رواد مدرسة الشعر المعاصر فايق مكسي وبرميد وكوران. وقد نظم كوران أعمالاً شعرية ذات توجه وطني قومي فقامت الحكومة العراقية بإعدامه(4).
وفي سورية ظهر الشاعر الماركسي ـ بعد أن كان ملاّ ـ جكر خوين، واسمه ملا شيخوموسى، أي الشيخ موسى، وجكر خوين (الكبد المدماة). ولد عام 1903 وتوفي عام 1984. ومن دواوينه: ثورة الحرية، من أنا؟، الفجر، الضياء، الأمل. وله سيرة ذاتية في أربعة مجلدات بعنوان: الراعي الكردي، طبعت في أرمينيا السوفياتية. كما ألف قاموساً (كردي ـ كردي) عندما كان مدرساً للغة الكردية في جامعة بغداد(5).
ولعل من المفيد أن نذكر أن الأستاذ علا الدين سجادي قد ألف كتاباً بعنوان: تاريخ الأدب الكردي، وطبعه في بغداد سنة 1952، وهو مجلد ضخم يقع في 634 صفحة. بين فيه المؤلف بعد التمهيد عن كردستان وشعبها ومراحل تطور الأدب الكردي وصوره وأشكاله، الحديث عن نحو أربعة وعشرين شاعراً، ومجموعة من المؤلفين تبلغ نحو مئتين واثني عشر كاتباً ومؤلفاً. واللافت للنظر في كتاب سجادي اشتماله على عدد كبير جداً من علماء الدين الإسلامي الذي اشتغلوا بالأدب الكردي شعراً ونثراً، فقد كان ثمة خمسون ملاّ، وواحد وثلاثون شيخاً، وخمسة (مولانا)، وأربعة فقهاء، الأمر الذي يعني أن علماء الدين هم أحرص على المحافظة على الأدب الكردي وحفظه وتطويره، وأن الإسلام الحق لا يعرف الشوفينية أو محو خصائص شعب معين لصالح شعوب أخرى.
ولا ننسى هنا الإشارة إلى أن مجلة (هاور ـ الصرخة) التي أصدرها بعض الوقت آل بدرخان قد نشرت هي الأخرى مقالات ضافية عن أدباء كرد ونبذاً من إنتاجهم الأدبي. __________________
_ ___ | |
|
admin إدارة عامة
عدد المساهمات : 100 تاريخ التسجيل : 01/09/2010
| موضوع: رد: الأدب الكردي في سطور 2010-09-14, 19:00 | |
| والله موضوع كامل ومتكامل عن الادب الكوردي الذي للاسف وبسبب الحروب والانقسامات التي حصلت بالمنطقة والتي اثرت بدورها بشكل كبير على الادباء والشعراء الكورد تحديدا وتم بسببها فقدان الكثير من المخطوطات والكتب والدواوين الشعرية ولا ننسى حملة هولاكو على بغداد والتي تم فيها حرق كل المكتبات والكتب تقريبا ... وبالنهاية لا استطيع الا ان اقول ... سلمت يداك كول سن موضوع رائع وكامل ... الف شكر | |
|
dost إدارة
عدد المساهمات : 499 تاريخ التسجيل : 29/08/2010 العمر : 45
| موضوع: رد: الأدب الكردي في سطور 2010-09-16, 08:26 | |
| شكرا اختي على الموضوع ومعلومات قيمة عن الادب الكردي | |
|