كردستان والشمال .............محمد عبد الجبار الشبو

كردستان والشمال .............محمد عبد الجبار الشبوط

ربما يتحسس بعض العراقيين من كلمة “كردستان”، فيحاولون تجنبها فيما يقولون ويصرحون ويكتبون، و يستعيضون عنها بكلمة "الشمال". ربما رغبة بعدم الاعتراف بكردية هذا "الشمال".
بعض هؤلاء العراقيين من العرب، وبعضهم من غير العرب.
في المقابل، ربما يصر بعض الكرد، وربما كلهم او اغلبهم فليس لدي احصائية بذلك، على استخدام كلمة "كردستان"، بدل كلمة "الشمال"، بل ان الثابت انه جرت في مجلس النواب اعتراضات على استخدام كلمة "الشمال"، في بعض بيانات النواب الاخرين.
هنا مساهمة في حل الاشكال:
كلمة "كردستان" اسم علم، وهي كلمة دستورية سليمة لا مشكلة فيها ولا اعتراض عليها. فالدستور العراقي يقول في الفقرة الاولى من المادة (117):"يقر هذا الدستور عند نفاذه اقليم كردستان، وسلطاته القائمة اقليماً اتحادياً." وعليه فيجب استخدام كلمة "كردستان" عند ارادة الحديث عن هذا الاقليم المعروف والمعرّف دستوريا وواقعيا باسمه ومكوناته وحدوده، ولا مبرر لأية حساسية في هذا الصدد. وتجنب استخدام الكلمة عمدا، وليس سهوا، امر يثير تساؤلات وشكوكا ليس هناك احد في العراق بحاجة اليها. ولا معنى لاستبدالها بكلمة "الشمال" عند ارادة الحديث عن الاقليم، لأنها لا تعبر عن كامل وصفه. فهي ليست تعريفا "جامعا مانعا" في هذا المقام.
اما كلمة "الشمال" فهي ليست اسم علم، انما تعبير جغرافي، لا تعني بالتمام والكمال اقليم كردستان وحده، انما تشير الى محافظات دهوك والسليمانية واربيل، وهي ما يكوّن اقليم كردستان، اضافة الى الموصل وكركوك. انها تشير الى جزء من العراق يقع شمال خط عرض معين (خط عرض 35 مثلا). كما تشير كلمة الجنوب الى جزء من العراق يقع جنوب خط عرض معين (خط عرض 32 مثلا). اما الوسط فهو ما يقع بين الخطين.
وكلمة "الشمال" باعتبارها وصفا جغرافيا لتلك المساحة من الارض لا ينبغي ان تشكل مشكلة، كون "كل بلد فيه شمال وجنوب ووسط"، والعبارة سمعتها من رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي. وهي استدلال سليم في المقام. ففي الكويت نقول دون حرج ان العبدلي تقع في الشمال وان الوفرة تقع في الجنوب. وهذا ينطبق على كل بلدان الدنيا صغرت ام كبرت. واذن لا مشكلة من استخدام الكلمة اذا كانت ارادة الاستعمال متعلقة بالمنطقة العراقية شمال خط العرض المعين (35 مثلا) ، وليس الاقليم الكردي حصرا.
يمكننا استخدام الكلمتين، كل واحدة على اساس ارادة معنى مختلف عن الاخر، لكن المعنيين لا يناقض احدهما الاخر، ولا يصادره.
________