بعد غياب خمسة أشهر، تتواجد حالياً في دمشق بعد إحيائك حفلة موسيقية هنا؟
أحييت حفلة موسيقية على خشبة قلعة دمشق، حيث قدمت برنامج متنوع متضمن أغنيات أكثرها باللغة الفصحى وفيها تنوع موسيقي وغنائي، ويختلف في مضمونه عما قدمته من قبل خمسة أشهر أثناء تواجدي في الشام لإحياء الكونشيرتو العربي، كما تضمنت الحفلة وجود ستة عشر بعضهم منشدين والبعض موسيقيين، إضافة إلى تواجد الآلات الوترية والعربية الشرقية كالعود والناي والبزق تسرح بحريّة مع السيمفونية وتستعيد حضورها.
نحن في عصر الصوت والصورة، مارسيل خليفة ألا يفكر في تصوير أغانيه على طريقة الفيديو كليب؟
بالعكس أتمنى تصوير جل أغنياتي على طريقة الفيديو كليب ولكن الهجوم الساحق من قبل المغنيات اليوم في المحطات العربية حال دون التفكير بشكل جدي في الإقدام على هذه الخطوة التي لا بد أن تكون وفق معايير وشروط تتطابق مع مارسيل خليفة.
أنت من الملتزمين بالقضية الفلسطينية كيف استطعت الدفاع عن التراث الفلسطيني، وبرأيك ألسنا بحاجة إلى مؤسسات داعمة للاهتمام بالذاكرة الفلسطينية؟
في الحقيقة حصولي على جائزة موسيقية لها قيمة مادية استطعت تحويل هذه القيمة لمعهد في فلسطين وهذه الجائزة استمرت دوامها خمس سنوات، حيث قُدم للطلاب المتفوقين مٍنح لتعلم العزف، وهذه السنة تم إضافة جائزة التأليف الموسيقي في المعهد.
كما أن الدور الأهم للمعهد الفلسطيني في المحافظة على تراثهم بما أنهم موجودون في المكان، والعمل على استخدام أشكال متعددة في دعم الجمعية لهذه الثقافة والاهتمام بهذا المشروع للمحافظة على ذاكرتنا الفلسطينية ضد أي غزو فكري.
إلى أي مدى باتت الموسيقى مرتبطة بالحرية؟
بدون حرية لا أستطيع فعل شيء " مثل العصفور وراء القفص لا يستطيع الطيران" الحرية شرط أساسي وبدونها لا نستطيع أن نبدع.
مؤخراً أصبح الفنان يريد أن يتجاوز حدود وطنه إلى الخارج ليغدو عالمياً، ما رأيك بذلك؟
برأي أن العالمية تقوم على العالمي بوطنه وهو أن يحمل سمات إنسانية إلى خارج مكانه، والمهم هو مدى اختراق هذه الموسيقى نسيج الحياة الثقافية في بلدان أخرى، وفي نهاية المطاف الموسيقى لاوطن لها.
العود كان بالنسبة لك عبارة عن آلة موسيقية وتخت شرقي، أما الآن فقد أصبح عنصر أساسي في مقطوعاتك المقدمة، فحوارك مع العود إلى أين وصل ؟
بدأت مع العود غنائي الذي كان بالصدفة، فعندما تخرجت من المعهد الموسيقي ببيروت اندلعت الحرب اللبنانية وكنت شب متحمس مناضل وأريد تغيير العالم بالموسيقى، إلا أنني انحجزت في قرية عمشيت بجبل لبنان لأن ميولي السياسية لم تكن تتوافق مع ميول المنطقة ولم يكن أثناء الحجز معي سوى مدونات محمود درويش، فبدأت ألحن موسيقى لهذه الأعمال وكان العود عنصر أساسي في الأسطوانة، ولم يكن مجرد مرافق للمغني إنما كان مشارك في النص، فوصلت إلى كتابة ثنائي العود الجدلي مع صديقي شربل روحانا، وكانت مفاجأة هذا العمل تجاوزي حدودي إلى سبعين دولة في العالم، وأظهر فيه العود إمكانية رحبة، فلآلات الموسيقية تتطور مع المؤلف الموسيقي من خلال فتح صوت الآلة أو الاهتمام بها، وبعد ذلك كتبت كونشيرتو الأندلس للعود والأوركسترا استعملت جميع العازفين وعلى الرغم أن بعض الآلات لا تستطيع بحكم طبيعتها أن تكون موجودة مثل العود والغيتار إلا أن العود أثبت وجوده.
تتواجد في سورية، ماذا تخبرنا عن علاقتك مع شعبها؟
علاقة حميمية يملؤها الدفء والحب فالجمهور دوماً يفاجئني باستقباله الرائع و الكبير وتفاعله مع أغنياتي وألحاني، ولم أكن أعلم أن أعمالي متواجدة ومحفوظة، في الأمسية الجمهور السوري أشعرني كـأنني فرد من العائلة فهي ليست مجرد حب جمهور لفنان بل هي حب اكبر من ذلك، وهذا واجهته بعمل أكبر وتقديم شيء أجمل.
هل علاقتك بدمشق مرتبطة بطفولتك ؟
نعم لها علاقة بطفولتي، فمنذ صغري كنت أعزف على "الطناجر وعلب الحليب الفارغة"، إلى اكتشاف أهلي هذا الحب للعزف فأحضر لي والدي عود من دمشق. ومن هنا بدأت علاقتي بالموسيقى من خلال العود الدمشقي .
بعد رحيل محمود درويش، كيف تشعر بحالة الفقدان هذه ؟
فقدانه صعب جداً فهو صديق عزيز، لحنت له قصائد من دون أن أعرفه وتعرفت عليه بعد سبع سنوات من صدور العمل الأول والتقينا مرةً ونشأت صداقة حقيقة استمرت وهي مستمرة باقية من خلال شعره الذي هو تعويض عن رحيله.
وأنا بصدد تحضير عمل متكامل من قصائد محمود درويش القديمة والجديدة والتي ستصدر لاحقاً وهي بمثابة تحية لمحمود درويش.